.. إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية
بتلك الكلمات
لخص فارس المقاومة الثقافية " غسان كنفاني – الصحفي و الأديب الفلسطيني ومفجر
الانتفاضة الأولى، انتفاضة أطفال الحجارة - حياته القصيرة التي قضاها حاملا قضيته
بكل أمانة وإخلاص ، مؤمنا بدوره في طليعة كتائب المقاومة الثقافية في مسيرة تحرير
بلاده .. حيث أمن كنفاني بأن للشكل الثقافي في المقاومة أهمية قصوى ليست أبدا أقل
قيمة من المقاومة المسلحة ذاتها ..تلك الرؤية التي عاشها قولا وفعلا غسان كنفاني
طيلة ستة وثلاثون عاما هي سنوات شديدة القصر عميقة الأثر، عاش خلالها كما وصفه
محمود درويش "وكأنه أحد النادرين الذين أعطوا الحبر زخم الدم، بل و نقل الحبر
إلى مرتبة الشرف وأعطاه قيمة الدم". سنوات أبدع خلالها ما سيظل وتدا يربط كل
المقاومين في كل العالم بالأرض ويدعوهم
إلى الصمود من خلال مسيرة إنسانية ومهنية
غاية التفرد ،واذا كانت الأيدي الغاشمة لسلطات الاحتلال الصهيوني قد
استطاعت أن تقضي على جسد غسان كنفاني في 1972 فإن أفكار وأعمال هذا الرجل كانت و
لا تزال حية باقية صامدة ، كما لو كانت ضميرا للأمة يذكرهم بما عاش غسان كنفاني له
وبه.