" إن ارادة التغيير لدى
أصحاب المثل العليا أقوى من الأمر الواقع مهما بدا راسيا راسخا كالجبال " ..
جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
لعيد الثورة هذا العام مذاق مختلف حيث تجتمع فيه ذكرى مئة
عام من ميلاد الزعيم وذكرى ثورته.
والواقع ان هما حدثين على قدر من الأهمية والتلازم متلازمين لا يقبلان
الفصل عن بعضهما ، مولد الزعيم الثوري الذي فجرت أفكاره وتجربته الامال في صدور
المتطلعين للثورة والعدالة الاجتماعية في شرق العالم وغربه ، وذكرى ثورته التي
كانت – ولا تزال – نموذجا لما يمكن للشعوب ان تحققه في ظل قيادة مخلصة وإرادة تغيير
ثوري . أي باختصار انه لا يمكن الحديث عن يوليو بغير ناصر. وهو الرأي الذي يجمع
عليه مؤيدو عبد الناصر ومعارضوه . ويحمله طبقا له كلا الفريقين المسؤولية الكاملة
عن إنجازات الثورة واخفاقاتها، ومن جانب اخر يعبر عن الصورة التي رسمها التاريخ لعملاق
بنى مر صاحب إرادة الفعل الأقوى في تاريخ هذا الوطن، صورة تختلف في اعين الفلاحين
والعمال عن تلك في عيون المثقفين او السياسيين، صورته في عيون من عاصروه وفي عيون
أجيال لم تراه، صور عدة يجمعها د غالي شكري بكلماته قائلا: ان عبد الناصر – كفرد –
لم يكن رجل المعجزات ولا رجل الكوارث، وانما كان ولايزال بطلا قوميا جسد في إحدى
لحظات التاريخ نضال امة ترسف في أغلال القهر والتخلف . وقد استمد بطولته من طاقته
العظمى على التحدي أيا كانت الاساليب التي استخدمها في طريق التحدي وأيا كانت
النتائج التي وصل اليها . فإن هذه الاساليب والنتائج – مجتمعة - لم تكن معزولة عن
البيئة التي ولدته وانعكاسات العصر التي واكبته وطبيعة التحديات التي واجهته. [1]