إذا كان فساد النظم السياسية التي انتفض الوطن العربي من مشارقه إلى مغاربه لمقاومتها وإسقاطها هو المسئول عن تردي أحوال مجتمعاتنا اقتصاديا وتراجعها فكريا ، لماذا خضع المجتمع العربي لهذا الفساد عقودا طويلة ورضي بدور المفعول به بدلا من دور الفاعل ؟؟
لماذا اصبحنا نعيش على هامش الحياة بدلا من أن نقاتل من أجل كرامتنا وأحلامنا ؟؟
لماذا تغيرت رؤيتنا للقيم التي طالما رسمت معالم حضارتنا فأصبحنا نرى الحرية فوضى ، والشجاعة تهور ، والجبن حكمة وتعقل ، ما الذي قد جعلنا قد ألفنا الأدب مع الكبير ولو داس رقابنا ، وألفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق ، وألفنا الانقياد ولو إلى المهالك ، وألفنا أن نعتبر التصاغر أدبا ، والتذلل لطفا ، والتملق فصاحة ، وترك الحقوق سماحة ، وقبول الاهانة تواضعا ، والرضى بالظلم طاعة ، ودعوة الاستحقاق غرورا ، والبحث في العموميات ( المصالح العامة ) فضولا ، ومد النظر إلى الغد أملا طويلا ، والإقدام تهورا ، وحرية القول وقاحة ، وحرية الفكر كفرا ، وحب الوطن جنونا..