شهد الفكر الانساني في القرن التاسع عشر الكثير من المحطات الفاصلة والتحولات الجذرية التي يمكن القول عنها انها شكلت مرحلة التأسيس للفكر الانساني الحديث بوجه عام والفكر العربي – المصري بشكل خاص ..
كانت اولى هذه التحولات تختص بالمنهج ، فقد تغيرت الادوات المعرفية تغييرا طال الاسس والجذور ، وعلى منتصف القرن التاسع عشر حقق المنهج العلمي الجديد قفزات مدهشة ووضع الانسان امام معارف وادوات متجددة .بالاضافة الى طرح المناهج الفلسفية نفسها بصورة جديدة اكثر قربا واهتماما بمعالجة اشكاليات الفكرالانساني المعاصر .
وثاني اهم التحولات - التي قد يجوز القول انها نتجت عن تغيير مناهج التفكير - هي تكوين رؤية جديدة للعالم والكون واشياؤهما بما في ذلك الانسان نفسه ككائن في هذا العالم . وقد تحرر من الايمان بالخوارق والمعجزات والغيبيات واطلق عنانه ليحلم بما لم يجرؤ الحلم به ..